أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ
حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف
أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة ويصدمها صدماً ،
و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة
و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم .
و أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز
التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة
حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم
لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي
في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة
العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ،
هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون
الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء
و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي
لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .
أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف * القيام* إلى إحداث
انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة
في بطانة المعدة ،
و إن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي
إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة لتوجيه ضربتها القاضية
للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .
كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر
خطيرة على سلامة جدران المعدة
و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون
أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات
اللقم الطعامية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات
الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف
ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة
إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب
معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها
البهجة عند تناوله الطعام و شرابه.
وأتمنى لكم الصحة والعافية