هو كوكب ينبغي ألا يكون موجودا في الحقيقة ، أو على الأقل إذا كان موجودا فان وجوده ينبغي ألا يستمر طويلا.
كوكب حجمه عشرة امثال حجم المشتري، يدور في فلك نجمه الخاص ويكمل دورته في اقل من 24 ساعة ، وينبغي ان يندفع في وقت قريب نحو شمسه للارتطام بسطحها اللاهب. طبقا لقوانين الفيزياء فان الكوكب "واسب ـ 18 بي" WASP-18b الذي يدور في فلك شمس تبعد 1000 سنة ضوئية عن الأرض كوكب كبير وقريب من الشمس الى حد غير مقبول ولا مفهوم علميا. فالتفاعلات المدِّية بين جسمين كبيرين ينبغي ان تجذبهما الى احدهما الآخر في معانقة قاتلة بحكم قوانين الجاذبية.
يقول علماء فلك بريطانيون انهم حققوا اكتشافا فلكيا استثنائيا بعثورهم على الكوكب "واسب ـ 18 بي". وهم لا يعرفون إن كانوا شاهدين على حدث نادر قارنوه بربح الجائزة الاولى في اليانصيب أو انهم لا يفهمون القوى المدِّية التي تؤثر في الكواكب البعيدة خارج منظومتنا الشمسية. تنقل صحيفة "الاندبندنت" عن البروفيسور اندرو كوليير كاميرون من جامعة سانت اندروز في اسكتلندا ان المشكلة مع هذا الكوكب انه هائل للغاية وقريب جدا من شمسه ، وينبغي ان يصنع نتوء أو انتفاخا مديا يجعله يندفع صوب شمسه. واضاف البروفيسور كاميرون ان عمر الكوكب يبلغ مليار سنة على الأقل وعلى هذا المعدل ينبغي ألا يزيد المتبقي من عمره على نصف مليون سنة قبل ان يهوي مرتطما بشمسه. واعتبر البروفيسور كاميرون ان احتمالات العثور على الكوكب في هذه المرحلة من دورة حياته تبلغ 1 الى 2000.
البروفيسور البريطاني وصف الكوكب "واسب ـ18 بي" بأنه "اكتشاف فلكي غريب آخر" موضحا ان الوضع شبيه بظاهرة الاحتكاك المدي الذي يتسبب في تباطؤ دوران الأرض وابتعاد القمر عنها تدريجيا. "ولكن دوران النجم في هذه الحالة ابطأ من دوران الكوكب في فلكه".
الكوكب "واسب ـ 18 بي" واحد من أكثر من 300 كوكب تدور في افلاك نجوم بعيدة خارج منظومتنا الشمسية ، واكتشفه فريق برئاسة كويل هيليير من جامعة كيل البريطانية نشر دراسته عن الكوكب الجديد في مجلة "نيتشر" Nature العلمية. وقال البروفيسور كاميرون ان الكوكب المكتشَف حديثا كوكب ساخن شبيه بالمشتري حيث درجات الحرارة تزيد على 2100 مئوي ـ تكفي لتكوين غيوم من الدُرر التي يشكل عنصر السليكون مادتها الاساسية. وإذا زار احد هذا الكوكب وتمكن من البقاء فانه قد يرى سماء مرصعة بالماس والياقوت!