قصة روعة

موضوع: قصة روعة الإثنين يناير 18, 2010 11:36 am

بدت الشابـة حائرة الفكر، مرتبكة الحركات ،وهي تجلس على حافة السرير، تسترق إليه النـظر بين الفينـة والأخرى

كان الحزن يغشاه و لا يطيق صبرا.. هل يمكن ذلك ؟ لا مستحيـل .. بل كل شيء أصبـح ممكنا جدا و مباحا ..

لم تجد مـا تفعله غير أن تمسح دمعة ، سُكبت من عينيها على غفلة منها..

إشتـعلت عيناه بلهيب مخيف وهو يرمقها بنظرة غضب شرسـة قبل أن يقول في حـدة :

- مـا معنى ذلك يا حنان ؟

ارتجفت كل ذرة في كيانها وهبت واقفة وهي تطلق من أعماق ، أعمـاق صدرها تنهيدة ملتـهبة ، حملت

كل ما جاش به صدرها من إنفعالات :

- أقسم لك بالله ، لا ذنب لي ولا أعرف شيئا ..

اتسـعت عيناه وهو يحدق فيها بازدراء :

- أغربي عن وجهي أيتها الخائنـة ، أوهمتني لست سنوات أنك عفيفـة ، طاهرة .. ملاك يمشي فوق الأرض

وأنـا تعلقت بك لأجل ذلك ، لأنك مختلفة عـن الباقيات ..لكني اكتشفت وفي أهـم ليلة في حياتـنا معا

أنـك أصغرهـن وأوقحـهن و أنـذلهن ..

لم تجـبه ، بـل تحولت دموعها الصامتة ، إلى بكاء وشهقات ..

إقتـرب منـها وبحركـة آلية غريزية، دفع جسمـها المرتعش إلى الأمام وهو يطلق شهقة عنيفة كادت تتحول إلى صرخـة قوية

من شـدة غيظـه :

- ألهـذا كنت تؤجليـن موعد العرس ..وكنت تختلقيـن إدعاءات باطلـة ، واهمـة ..؟

لمـاذا حنان ؟ لمــاذا فعلتِ بي ذلك ؟

- هتفت به ، ترجــته أن يكف عن إتهاماتـه وظـلمه ..

وأخذت تضربه على صدره بلكمات عنيفة تارة وخفيفة تارة أخرى : كفى حبا بالله ..أصمــت ..

أمسك بيديها بحركة متوثرة و ضرب بهما في الهواء دون هدف محدود :

- لــن أغفر لك هذا مــا حييت .. أغربي عــن وجهي ..

بربك قولي لي كـيف أصدقـك بعد كــل الذي جرى ..؟ كيف ؟ كيــــف ؟

فوجـئ بها تنتفض من مكانـها و تقاطعـه في عصبية :

- إذا شئت معرفة الحقيقة خذني إلى أي طبيب مختــص و استفسر منــه ، حتى ترتاح و أرتاح بدوري

وإذا ثبت أني خدعتــك فافعـل بي ما شئت ..وإذا ثبت أنـي من خُدِع فيــك فلن أختـار سوى حريتي ..

***********

في تـوثر لا محدود تــلقى إبــراهيـم كلام الدكتورة الأخصائيـة بعد معاينـة حنان ..

- مـاحصل مع زوجـتك أمر طبيعي للغايـة ، مادامـت وُلدت خلقة بدون غشاء بكـارة

لكـنها تبقى عذراء ..

لو أنها عملت فحصا دقيقـا قبل الزواج ، لتوضح لكمـا كل شيء ولمـا حصل سوء التفاهم هذا ..

حـاول أن يستــوعب وأن يستعيد تـوازنــه وسيطرتـه على الموقف ..

- معنى ذلك انــي كدت أقتـرف أكبر خطأ في حياتي ؟

مطت حنان شفتـيها وبدت متـرددة بعض لحظـات قبـل أن تقول في حزم صـارم :

- لكـنك إقتــرفتـه .. ووازنـتَ عفتــي بغشاء تــافه ..

تجاهلت نظراتـه التي تحولت كلها إلى رجاء ..ونـدم

وبكل ثقـة ، صافـحت الدكتورة وانصرفت ..

» نكت روعة