[b]واشنطن: حذر خبراء فى مجال علم الحياة البحرية من أنّ المواد الكيميائية التى يصنعها البشر، وجدت طريقها إلى أعماق البحار، واستقرت فى أجسام بعض الكائنات التى تعيش هناك، لتهدد بذلك الشبكة الغذائية فى المحيطات.
وأشار الخبراء إلى أن دراسة بشرية كشفت عن تواجد تسعة من الملوثات الكيميائية، من مجموعة الملوثات العضوية الثابتة "POPs" فى أجسام حباريات تشكل مصدر الغذاء للكائنات البحرية الأخرى، كالحوت ذو الناب، وتتكون مجموعة الملوثات العضوية الثابتة "POPs"، من المبيدات الحشرية، الكيماويات الصناعية وغيرها، وهى تمتلك ذائبية عالية فى الوسط الدهني، كما أنها تبقى فى البيئة لفترة طويلة.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الملوثات العضوية الثابتة تتراكم فى أنسجة حيوانات بحرية كالحيتان وغيرها مما يعيش فى الأعماق، وقد تكهن بعض الباحثين بأن تكون الحباريات مصدراً لهذه الملوثات، إلا أنه لم يتم التحقق من هذا الأمر.
وشملت الدراسة الأخيرة، تسعة أصناف من الحباريات البحرية التى تعيش فى المياه العميقة، فى الجزء الغربى الشمالى من المحيط الأطلسي، حيث أجرى تحليل لإثنتين وعشرين عينة أخذت من تلك الكائنات البحرية.
وطبقا للنتائج التى ظهرت فى "نشرة تلوث البيئة البحرية"، تم اكتشاف تسعة من الملوثات الكيميائية، فى أنسجة الحباريات التى تعيش فى عمق سحيق من الأطلسي؛ ومنها مادة "دي.دي.تى" الشهيرة، ومركبات "تي.بى .تي"؛ التى تتواجد فى طلاء القوارب، وهى ذات سمية عالية، بالنسبة للأحياء البحرية، كما أشارت النتائج إلى وجود مركبات: PCBs ،BDEs ،DPE وPAHs، وجميعها من الملوثات العضوية الثابتة.
وأوضح الخبراء أن اكتشاف العديد من الملوثات فى العينات التى جُمعت من مواضع تنخفض إلى 3000 قدم تحت سطح الماء، تدل على أنّ المواد الكيميائية التى يصنعها البشر، تصل إلى مواضع بعيدة من مياه المحيطات المفتوحة، وتتراكم فى كائنات بحرية تعتبر مصدراً للغذاء، بالنسبة إلى حيوانات أخرى، مما يعنى أن الشبكة الغذائية لكائنات المحيطات تتعرض للتلوث، الأمر الذى يشكل مصدر قلق حقيقي
توتي الأسطورة
23:50 - يوم أمس